الرسول رائد تعديل السلوك البشرى استطاع الرسول
– صلى الله عليه و سلم- تعديل سلوكيات وعادات وطباع المئات
والآلاف ممن التفوا حوله فى بداية الدعوة وبعد ذلك , مما يعتبر
اعجازا تؤكده كافة الدراسات والابحاث الحديثة فى مختلف العلوم الانسانية
ودراسات الشخصية والسلوك وغيرها . وتمكن كذلك من تحويل القبائل المتناحرة والجماعات الغوغائية التي تغير على بعضها البعض وتستحل الدم و الحرمات وتتفاخر بعدوانها و اغتصابها للحقوق.. إلى جماعات
متضافرة منظمة تلتقي حول أهداف سامية و يحكم علاقاتها نظم و قواعد
راقية ومشاعر الحب و العطف و الإحسان.. بل و استطاع أن يعدل في سلوكيات أفراد المجتمع وعاداتهم و غرس فيهم الحب و التعاطف والرفق والرحمة ويجزم علماء السلوكيات والنفس والاجتماع استحالة
انجاز هذه التعديلات والتغييرات ورسوخها واستمرارها - حتى بعد وفاة الرسول الكريم - بدون توافر القدرات
والاسس والظروف والشروط اللازمة لهذه العملية . لقد حدث تغييرات هائلة
بدون دوافع او اغراءات مادية وبدون سيف أو سلطان أو نفوذ , بل حتى بدون قدرة
على رد العدوان وحماية الانصار والاتباع أكبر عملية تعديل للسلوك فى تاريخ البشرية إن سلوكيات الرسول وتعاليمه و إرشاداته
والنماذج العملية التي قدمها لتغيير من حوله لا يمكن أن تصدر من انسان عادي فما بالك اذا كان أمى لايقرأ ولا يكتب و نشأ في بيئة فقيرة في كل شئ , لا يعرف أكثر الناس فيها أى شكل من الثقافة أو المهارات الاجتماعية أو حتى آداب الحوار و المخاطبة و قواعد العلاقات الإنسانية السمحاء
. وكثيرا ما يفشل الشخص -مهما بلغ تعليمه وثقافته - فى التخلص من عادة واحدة مثل التدخين أو سرعة الانفعال والغضب أو تغيير مظهره
أو مواعيدة ونظامه اليومى. لذلك يعتبر تغيير هذا العدد الكبير من العادات و السلوكيات معجزة بكل المعايير .لقد تم تعديل أغلب سلوكيات وعادات مئات الآلاف من البشر فى وقت واحد وخلال عدد محدود من السنوات !!..اننا لا شك أمام
معجزة بكل المقاييس لأنها تمت في سنوات قليلة – فى عمر المجتمعات البشرية - وعلى مستوى جماعي لم ولن يحدث في تاريخ البشرية . حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا لكى نبدل سلبياتنا وعيوبنا بإيجابيات ومزايا.. لابد من التغيير.وأولى خطوات التغيير هو معرفة الذات ومحاسبة النفس... فلا يمكن لإنسان أن يتخلص من عيوبه إلا إذا فهم نفسه بدرجة أفضل، وتعرف على الأكاذيب والخدع والحيل النفسية الدفاعية التى يهرب بها من مواجهة عيوبه ومشكلاته ومسئولياته..!.يقول عمر بن الخطاب رضى الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا وزنوها قبل أن توزنوا".يتضح مدى الإعجاز السلوكى فى الاسلام بوضع أسس محاسبة النفس ومراقبتها كخطوة محورية وأساسية لتعديل السلوك . أجمع المعلومات عن نفسك نحن نعلم أن أى عمل علمى دقيق لابد وأن يعتمد على معلومات صحيحة ودقيقة. والمعلومات التى يستمدها الفرد عن نفسه.. لا تعتمد فقط على ملاحظاته عن ذاته.. وإنما تعتمد أيضاً على ردود الفعل التى يتلقاها من الآخرين حول مظهره وسلوكياته، وذلك من خلال التعامل اليومى معهم.. والاحتكاك المستمر بهم..لذا عود نفسك على أن تستقطع فى نهاية كل يوم أو نهاية كل أسبوع دقائق لمحاسبة النفس.. تتأمل فيها سمات شخصيتك.. إيجابياتها وسلبياتها، وتقيم فيها سلوكياتك, دون إسراف أو تأنيب للنفس.. وهى أول خطوة على طريق التغيير والارتقاء إلى الأفضل.وعليك أن تجيب على عدة أسئلة هامة.. مثل:ماذا فعلت اليوم من إيجابيات وسلبيات؟ وكم كنت منظماً اليوم؟ هل أعطيت لكل من العمل والترفيه الوقت المخصص لكل منهما؟.ما هى الأخطاء أو الحماقات التى بدرت منى اليوم؟... ما هى المواقف التى انفعلت فيها واستسلمت للقلق والتوتر؟... وما هى أسبابها الحقيقية وماهى الأسباب التى أعتبر نفسى مسئولاً عنها؟... والسؤال الأهم الذى يجب أن تسأله لنفسك كل يوم هو: كم مرة أسأت الظن؟ وكم مرة اكتشفت أن شكوكى خاطئة؟!.وتؤدى عملية الملاحظة والمتابعة ومحاسبة النفس فى حد ذاتها دوراً علاجياً.. فالذى يلاحظ ويدون عدد المرات التى يكذب فيها أو عدد السجائر التى يدخنها؛ أو عدد المرات التى ينفعل فيها بلا داع.. سيلاحظ بعد فترة انخفاض عدد مرات تلك العادة السيئة بشكل ملحوظ لمجرد وضع هذه العادة فى الضوء وتحت المجهر. تعديل السلوك والعادات وفق احدث الاساليب قدم الرسول –صلى الله عليه و سلم – عدة طرق رائعة , اجمع عليها علماء معاصرين فى مجالات تعديل السلوك الانسانى من مدارس واتجاهات حديثة متعددة يمكننا الاقتداء بها للتعامل مع الآخرين لتقويم وتعديل سلوكهم ومساعدتهم على التخلص من العادات السلبية الهدامة .. ولقد وجدت أن كل هذه الطرق والأساليب التي اتبعها الرسول الكريم _ صلى الله عليه وسلم _ تتفق مع اساليب علمية تتبع حاليا فى مراكز متطورة فى هذا التخصص , ويمكننا تطبيقها عمليا لعلاج مشكلاتنا السلوكية وتعديل عاداتنا السلبية . اسلوب النمذجة والتعلم أحد هذه الطرق هو أسلوب عرض النماذج السلوكية التطبيقية – النمذجة - في مواقف حية Overt modeling , والتي تمثل أفضل أساليب التعلم و أكثرها تأثيراً كما أثبتت مئات الدراسات العلمية, فقد قدم الرسول الكريم اسلوب النمذجة فى صورة بيانات عملية للقدوة و عرض طريقه و أسلوب التعامل الصحيح في كل موقف من المواقف المختلفة , كما استعان بالتصوير و التجسيد و تنشيط المخيلة و القدرة على التوقع و التصور, واستخدم القصص و الأمثال و تجسيد المشاهد و تقديم البيانات اللفظية و العملية ليشرح المواقف التعليمية التي تسهل عمليات التعلم و تساعد الإنسان على تغيير تصرفاته بالتدريج. ولقد أتاح ذلك للمسلمين التعلم بالملاحظة والمحاكاة وغيرها من أهم وأحدث أساليب التعلم وتعديل السلوك والتي وردت في دراسات العديد من العلماء المعاصرين و في أبحاث أصحاب نظرية التعلم الاجتماعي Social observational learning . ودراسات علوم النفس والسلوك بيولوجيا الجهاز العصبي في الإنسان الكلام ده انا سرقاه من الموقع ده http://www.klamalnas.com/vb/t95465.html
هناك تعليقان (2):
عليه افضل الصلوات واتم التسليم
اشكرك جزيلا يامشمشية على المقال المتميز ده
في ميزان حسناتك ان شاء الله
وربنا يتقبل منا ومنكم
في حفظ الله
تسلم ايدك على اختيارك
مقال مفيد
وربنا يجعله فى ميزان حسناتك يا رب
تقبلى تحياتى
إرسال تعليق